بلاغة النّثر وضروب الكلام في التّراث العربي -قراءة في كتاب" إحكام صنعة الكلام" للكلاعي-
Résumé
يستند الحديث عن الأنواع أو الأجناس الأدبية، أو الخطابية-عادة-، إلى تحديد الزّاوية أو وجهة النّظر الّتي يتمّ تبنِّيها للتَّمييز بينها، وقد عرفت نظرية الأجناس منذ أفلاطون وأرسطو إلى يومنا هذا عدّة اعتبارات في التّصنيف، رغم أنّها لم تخرج في الغرب عن الثلاثية اليونانية الشهيرة (الملحمي، الدرامي والكوميدي) على نحو ما يتجسد في كتاب فن الشعر لأرسطو، أما فيما يخص النّظر إلى علاقتها بالبلاغة، فيخصص أرسطو لذلك مؤلَّفا آخر يحمل عنوانا يؤدي في العربية دلالتين: الخطابة والبلاغة (Rhétorique).
سيبدو هنا الفصل واضحا بين الشعر والخطابة، بتخصيص علم الشعرية للأول، والبلاغة للثاني، رغم أن الحدود زالت فيما بعد، وبشكل خاص في العصر الحديث حيث احتوت البلاغة الحديثة حقولا معرفية لا تكاد تحصر.
أما في الثّقافة العربية الكلاسيكية، فسنجد أنّ تصور الأجناس كان يتمّ في إطار بلاغي، باعتبار البلاغة اسما جامعا تنضوي تحته عدّة مفاهيم وتصوّرات، لعلّ أبرزها اعتبارها -تارة-وصفا للكلام المفهوم، بل تتجاوز الكلام المنطوق والمكتوب إلى أنظمة التّواصل المختلفة؛ كالصمت، والإشارة، والنصبة كما قرر ذلك الجاحظ في بلاغته الجامعة. واعتبارها –تارة أخرى-خطابا واصفا، وهنا يتعلّق الأمر بتحديد القواعد والأصول الّتي ترتكز عليها عملية إنتاج وتلقي الأنواع الكلامية المختلفة.
عندما بدأت تظهر الدّراسات البلاغية في التّراث العربي وتبرز باعتبارها علما له قواعده وأصوله، أخذت على عاتقها مهمة وصف وتحليل النصوص أو الكلام، ولكن أي نوع من الكلام؟Texte intégral :
PDFRéférences
- الجاحظ، البيان والتبيين، تح: عبد السلام هارون، الكتاب الثاني، الجزء الأول، ط 1، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1998. ص 76.
- سعيد يقطين، الكلام والخبر: مقدمة للسرد العربي، ط 1، المركز الثقافي العربي، المغرب، 1997. ص 133.
- التوحيدي، الهوامل والشوامل، تح: أحمد أمين والسيد الصقر، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1951. ص 309.
- تعمدنا اختيار هذا الكتاب لأن الكلاعي كما سيأتي فيما بعد سيبدو منطلقا من كثير من أراء العسكري.
- أبو هلال لعسكري، كتاب الصناعتين: الشعر الكتابة والشعر، تح: مفيد قميحة، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 2008. ص 29.
- المرجع نفسه، ص 129.
- م ن، ص 111.
- بوجمعة شتوان، بلاغة النقد وعلم الشعر في التراث النقدي، د ط، دار الأمل للنشر، تيزي وزو، 2007. ص 105.
- المرجع السابق، ص 201.
- أبو القاسم الكلاعي، إحكام صنعة الكلام، تح: محمد رضوان الداية، ط1، دار الثقافة، بيروت، 1966. ص 31- 32.
- أبو القاسم الكلاعي، إحكام صنعة الكلام، تح: محمد رضوان الداية، ط1، دار الثقافة، بيروت، 1966. ص 27.
- م ن، ص 89.
- بخصوص مفهوم النمط واختلافه عن مفهوم النوع والجنس، يمكن الاستئناس بالتصور الذي قدمه الباحث سعيد يقطين بقول: " ...ولتقريب فكرة النمط من الأذهان نقول إنه بصفة عامة بمثابة "صفات الكلام" كما نجدها عند القدماء، على اعتبار أن الجنس والنوع يتصلان بالكلام في ذاته، وبعلاقة بعضه ببعض ائتلافا واختلافا. وهكذا فعندما نصف كلاما ما بأنه "فصيح"، فإن هذا الوصف يطال أي كلام بغض النظر عن كونه قصة أو قصيدة أو رسالة أو تقليدا... ويمكن قول الشيء نفسه عندما نقول "عجيب" أو "جاد" أو "هزلي". الكلام والخبر. ص 198.
- المرجع السابق، ص 90.
- م ن، ص 91.
- م ن، ص 95.
- المرجع نفسه، الصفحة نفسها.
- م ن، ص 95.
- م ن، ص 166.
- م ن، ص 181.
- م ن، ص 188.
- م ن، ص 194-195.
- م ن، ص 208.
- عبد الفتاح كيليطو، الأدب والغرابة: دراسات بنيوية في الأدب العربي، ط 2، دار الطليعة، بيروت، 1983. ص 24.
- المرجع السابق، ص 210.
- م ن، ص 211.
- م ن، ص 229.
- م ن، ص 230.
- م ن، ص 230-231.
- م ن، ص 40.
- م ن، ص 45.
- م ن، ينظر فصل في العنوان، ص 51- 54.
- م ن، ينظر فصل في الاستفتاح، ص 55- 56.
- م ن، ص 72.
- م ن، ص 73.
- م ن، ص 95.
- م ن، ص 96.
- م ن، ص 96.
- م ن، ص 67-98.
- م ن، ص 114-115.
- م ن، ص 130.
- م ن، ص 141.
- م ن، ص 114.
- م ن، ص 157.
- م ن، ص 158.
Renvois
- Il n'y a présentement aucun renvoi.