عودة إلى كليلة ودِمنة.. ـ قراءة مِن منظور سرديّ ـ

نصيرة علاك

Résumé


مِن بين ما يراود كلَّ باحِثٍ في تحليل الخطاب السّردي نجد البنية التي تقوم لها قائمة متميِّزة في الحكاية سواء كانت شعبية شفويّة أم ”رسميّة مدوَّنة“، لكن لا يمكِن حصرُ النّظر في تلك البنية دون الالتفات إلى شعبيّة الحكاية ذاتها، وهي شعبيّة مكتسبَة إثرَ رواجها عبرَ تلك البنية المتميِّزة، وكذلك هي مكتسِحة لعوالِم الإنسان مِن الطفولة إلى الشيخوخة بنِسَبٍ متفاوتة لكنّها تظلّ محيِّرة بمجالات الأحاسيس التي تثيرها والتراكمات الثقافيّة المحليّة والقطريّة التي تنقلها؛ كما تُعدّ ثقافة تصقل العقولَ وتُكسِب اللّغةَ نوعًا من السلطة الجماليّة؛ تشكِّل الحكايةُ ذاكرة شعبيّة تنفعِل معها الأجيالُ المتعاقِبة لأنّها تحمِل الكثيرَ من القيم والسمات، وتُسهِم في رسم صورة عن المجتمع، وتعكِس بنية عن الذهنية وتنمّي الخيال: لكن كلّ هذه الاعتبارات وغيرها ممّا يبدو أنّه واقِعٌ خارِجَ الحكاية نفسها لا يحول دون النزول بداخلها، بل يشكِّل ذلك حافزًا من حوافِز التشويق لارتياد مجالها.

  

Texte intégral :

PDF

Références


- كَلِيلَة وَدِمْنَة، لبيدَبا الفيلسوف الهندي، نقله من الفارسيّة إلى العربيّة عبد الله بن المقفع، طبعة جديدة عُنِيَ بِشَكلِها مع شرح ألفاظها محمّد موهوب بن حسين، دار الهدى، عين مليلة، الجزائر، 1998، ص.238 ـ 239.

- لا ندّعي هنا أنّ التمييز بين مفهوم (النص) ومفهوم (الخطاب) قائمٌ فقط على الطّابع الكتابي الذي يغلب على الأوّل والطابع الشفويّ السائد في الثّاني، بل لا نرغب أن يُعمَّم هذا الاستنتاج، إنّما أردنا بالشفوية والكتابة الحالَ التي تكون عليه الحكاية كونها تؤثَر في الغالب عن طريق الشفوي ثم يتصدّى كاتبٌ من كتّاب الثقافة التي تشيع فيها لتدوينها وتنظيمها بأسلوبه، ولما كان مصطلحُ (الخطاب) كثيرًا ما يأتي كمرادِف لمصطلح (الكلام) فيصحّ اعتبار طابعه الشفويّ؛ ثمّ إنّ هذا ليس موضوعَنا وإلاّ واصلنا في تحديد كلّ واحدٍ على حدة.

- يُنظَر: آن روبول وجاك موشلار، التّداوليّة اليوم: علم جديد في التّواصل، ترجمة سيف الدين دغفوس ومحمّد الشيباني، المنظّمة العربيّة للتّرجمة، بيروت، 2003، ص.210.

- يُنظَر: زتسيسلاف واورزنياك، مدخل إلى علم النص: مشكلات بناء النص، ترجمة وتعليق سَعيد حسَن بحيري، ط.1، مؤسسة المختار، القاهرة، 2003، ص.53.

- يمنى العيد، تقنيات السّرد الرّوائيّ في ضوء المنهج البنيويّ، ط.2، دار الفارابي، بيروت، 1999، ص.164 ـ 165.

- يُنظَر: Gérard Genette, Figure III, Ed. Seuil, Paris, 1972. الطبعة المعتمَدة هنا هي: G. Genette, Figure III, Ed. Cérès, Tunis, 1996, p.343

- 409.، ترجمة العنوان (Figure III) ﺒ (محسّنات III) والعنوان الفرعيّ (Discours du récit) ﺒ (خطاب الحكاية) كان من قبل سعيد يقطين.

G. Genette, Nouveau discours du récit, Ed. Seuil, Paris, 1983.

- يُنظَر: Patrick Charaudeau, Dominique Maingueneau & al., Dictionnaire d’analyse du discours, Ed. Seuil, Paris, 2002, p.486.

- سعيد يقطين، تحليل الخطاب الرّوائيّ: الزّمن ـ السّرد ـ التبئير، ط.3، المركز الثّقافيّ العربيّ، الدّار البيضاء ـ بيروت، 1997، ص.283.

- يُنظَر: Patrick Charaudeau, Dominique Maingueneau & al., Op. cit., p.485.

- يجدر بنا التذكير أنّ كليلة ودمنة مجموعة حكايات تعود لأصول هندية مكتوبة بالسنكسريتية. حيث تُروى قصةٌ عن ملك هندي طلب من حكيمه (بيدبا) أن يؤلِّف له خلاصة حكمته بأسلوب مسلٍّ. لكن النص العربي على أي حال لم يترجم عن الأصل الهندي إذ يبدو أنّه انتقل لعدة لغات قبل وصوله للعربيّة. تذكر بعض المصادر أن ابن المقفع قام بترجمته إلى العربية من ترجمة فارسية بهلوية. في حين تذكر مصادر أخرى أنه نقل من الفارسية إلى السريانية ومنها للعربية. فهكذا على الرّغم من أنّ النّص ينسَب إلى أصول غير عربية، فقد جرت عليه إضافات عربية ارتبطت بالكثير من مظاهر الحياة العربية وعكَس الواقع الداخليّ للحكايات واقعًا خارجيًّا.

- يُنظَر: Patrick Charaudeau, Dominique Maingueneau & al., Op. cit., p.485.

- مريم فرنسيس، في بناء النص ودلالته: نظم النّص التّخاطبيّ ـ الإحالي، ج.2، سلسلة دراسات لغوية (3)، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، 2001، ص.44.

- يُنظَر: حميد لحمداني، بنية النص السّرديّ: من منظور النقد الأدبيّ، ط.3، المركز الثّقافيّ العربيّ، الدّار البيضاء ـ بيروت، 2000، ص.45.

- يعود الفضلُ إلى تودوروف Todorov في اشتقاق مصطلح (Narratologie) الذي نحته في عام 1969 للدلالة على الاتجاه النقدي الجديد المتخصص بالدراسات السردية.

- يُنظَر: حميد لحمداني، المرجِع السّابِق، ص.78.

- يُنظَر: حَسَن بحراوي، بنية الشّكل الرّوائيّ، المركز الثّقافيّ العربيّ، بيروت، (د. ت)، ص.166.

- يُنظَر: حَسَن بحراوي، المرجِع السّابِق، ص.166.

- يُنظَر: حَسَن بحراوي، المرجِع السّابِق، ص.166.

- نقلاً عن: علي عقلة عرسان، جذور دراميّة ومسرحيّة، ص.31.

- علي بن تميم، السرد والظاهرة الدراميّة: دراسة في التجليّات الدراميّة لسرد العربي القديم، المركز الثّقافيّ العربيّ، الدّار البيضاء ـ بيروت، 2003، ص.94.

- يُنظَر: Patrick Charaudeau, Dominique Maingueneau & al., Op. cit., p.484.

- يُنظَر فيما يخصّ الحذف أو الإسقاط: حَسَن بحراوي، المرجِع السابِق، ص.156.

- يُنظَر: Georges-Elia Sarfati, Précis de pragmatique, Coll. Linguistique (128), Ed. Nathan, 20002, p.77.

- يُنظَر: Ibid. p.485.

- يُنظَر: نورثروب فراي، تشريح النقد، ترجمة وتقديم محيي الدين صبحي، ط.2، سلسلة نظرية الأدب (1)، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، 2005، ص.428.

- يُنظَر: يمنى العيد، تقنيات السّرد الرّوائيّ في ضوء المنهج البنيوي..، ص.52.

- علي بن تميم، السرد والظاهرة الدراميّة: دراسة في التجليّات الدراميّة لسرد العربي القديم، المركز الثّقافيّ العربيّ، الدّار البيضاء ـ بيروت، 2003، ص.93.

- علي بن تميم، المرجِع نفسه، ص.95.

- يُنظَر: حميد لحمداني، بنية النص السّرديّ: من منظور النقد الأدبيّ..، ص.78. أحال إلى: G. Genette, Figure II, Ed. Seuil, Paris, 1976, p.56.

- يُنظَر: المرجِع نفسه، ص.78. أحال أيضًا إلى: G. Genette, Figure II, Ed. Seuil, Paris, 1976, p.56.

- يُنظَر: المرجِع نفسه، ص.80.

- يُنظَر: المرجِع نفسه، ص.79.


Renvois

  • Il n'y a présentement aucun renvoi.