مقاصد تسريد الرمز الديني في قسم الرحلة من رسالة الغفران "للمعرّي"

البشير لعور

Résumé


لا شكّ اليوم في أنّ دراسة الرمز الديني تُعتبر من الأبحاث المهمّة خاصّة لتقاطع المجالات العلميّة التي تهتمّ بهذا المبحث، ولعلّ أبرزها التحليل النفسي وعلم الاجتماع وعلم التاريخ وتاريخ الأديان واللسانيات وغيرها. وقد أثمرت مختلف هذه التخصصات نتائج مهمّة سواء من جهة حدّ المفهوم أو من جهة تحديد وظائفه وأصنافه. ولكنّ هذا التضخّم في مستوى الدرس النظري المتعلّق بمختلف مداخل مقاربة الرموز الدينيّة لم تواكبه محاولات – بذات القدر-لرصد هذا المفهوم جاريا في الخطاب بتعدّد أشكاله سواء الدينيّة المقدّسة، وهي التي فيها تنشأ هذا الرموز عادة أو الخطابات التي تنشأ على هامش النصّ المركز[i]، أو كذلك مختلف الخطابات الأخرى ومنها الخطاب الأدبي. ولعلّ هذا ما دعانا إلى محاولة التصدّي لدراسة الرمز الديني جاريا في خطاب مخصوص هو خطاب الرحلة من رسالة الغفران لأبي العلاء المعري.


[i]- نشير هنا أساسا إلى العلوم التي نشأت – في الحضارة الإسلاميّة- على هامش الحدث القرآني وخاصّة كتب التفسير وكتب السيرة وغيرها.


Texte intégral :

PDF

Références


- نشير هنا أساسا إلى العلوم التي نشأت – في الحضارة الإسلاميّة- على هامش الحدث القرآني وخاصّة كتب التفسير وكتب السيرة وغيرها.

- Dominique Jameux, article « Symbole » in Encyclopoedie Universalis, Corpus 21, éditeur à Paris, 1990, P.P : 936-939.

- بسام الجمل، "من الرمز إلى الرمز الديني، بحث في المعنى والوظائف والمقاربات"، مطبعة التسفير الفنّي، صفاقس، تونس، ط1، 2007، ص: 15.

- وقد ذهب دومينيك جامو هذا المذهب في قوله:

« On peut dire de manière générale que ce sens se confond avec celui d’une réalité abstraite (vertu, état, pouvoir, croyance…) . » article « symbole », P :936.

- بسام الجمل، من الرمز إلى الرمز الديني، م. م، ص: 16.

- م.ن، ص: 13.

- م.ن، ص ص. 13-14.

- بسام الجمل، من الرمز إلى الرمز الديني، م. م، ص ص: 14-15.

- م. ن، ص: 15.

- هذا ما أشار إليه دومينيك جامو بقوله:

« ces deux premiers sens ont entre eux d’évidentes relations, qui seront à élucider. Ils n’ont pas de rapport semblable avec la troisième signification. », article « Symbole », P : 936.

- بسام الجمل، من الرمز إلى الرمز الديني، م. م، ص: 15.

- سعيد بنكراد، مقال "السيميائيات: النشأة والموضوع"، ضمن مجلّة عالم الفكر، المجلّد 35، عدد3، مارس 2007، ص:7.

- ولعلّ هذا ما دعا سعيد بنكراد إلى القول: "للقد كان ظهور الرمز في حياة الإنسان حاسما، فمن خلاله وداخله استطاع أن ينظم مجمل تجاربه الحياتيّة في انفصال عن العالم (...) فكما أنّ ابتكار الأداة أدّى إلى انفصال الإنسان عن الموضوع، فإنّ الرمز قاده إلى الانفصال عن الواقع"، م.ن، ص: 8.

- بسام الجمل، من الرمز إلى الرمز الديني، م. م، ص: 8.

- صالح بن رمضان، المعرّي ورسالة الغفران، مجاوزة الحدود وحدود المجاوزة، دار اليمامة للنشر والتوزيع، تونس، ط2، 1992، ص: 38.

- عبد الفتاح كيليطو، أبو العلاء المعرّي أو متاهات القول، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 2000، ص: 21.

- عبد الفتاح كيليطو، أبو العلاء المعرّي أو متاهات القول، م.م، ص: 24.

- إنّ هذا التساؤل يجد ما يبرّره إذا ما أخذنا بالاعتبار قول كيليطو: "قد يتجه تفكيرنا في هذا المضمار إلى قصّة المعراج وأيضا إلى كتاب التوهّم للمحاسبي. وقد نضيف إلى القائمة نصّا أُلّف بعد المعرّي، وهو المنام الكبير لأبي سعيد الوهراني، ولا شكّ أنّ أبا سعيد اعتمد على رسالة الغفران وبنى عليها حديثه."، م.ن، ص: 22.

- باعتبار السرد "هو النشاط السردي الذي يضطلع به الراوي وهو يروي حكايته ويصوغ الخطاب الناقل لها."، انظر محمد بن محمد الخبو، مدخل "سرد" ضمن عمل جماعي "معجم السرديات" تحت إشراف محمد القاضي، دار محمد علي للنشر تونس وآخرون، ط1، 2010، ص: 243.

- فتحي النصري، مدخل "تسريد"، ضمن عمل جماعي "معجم السرديات" تحت إشراف محمد القاضي، م. م، ص: 91.

- نور الدين بنخود، مدخل "نصّ سردي"، ضمن عمل جماعي "معجم السرديات"، م. م، ص: 457. وفي نفس هذا الإطار يقول أحمد السماوي: "تمثّل الشخصيّة مع الحدث عمود الحكاية الفقري. لذلك تُدرس في إطار الحكاية."، انظر مدخل "شخصيّة"، ضمن نفس المعجم، ص: 270.

- يقول حسين الواد: "إنّ المتأمّل للرحلة في رسالة الغفران يحار أمام كثرة الأشخاص فيها، بل إنّ كثرة الأشخاص تكاد تكون من خاصيات الرحلة. "انظر البنية القصصية في رسالة الغفران، دار الجنوب للنشر، تونس، 1993، ص: 79.

- حسين الواد، البنية القصصية في رسالة الغفران، م.م، ص: 83.

- أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، تحقيق عائشة عبد الرحمان "بنت الشاطئ"، دار المعارف، القاهرة، ط8، 1977، ص: 139.

- م.ن، ص: 140.

- ومثال ذلك في الحالة الأولى أي من الشعراء قصّة دخول عبيد بن الأبرص جنة الغفران لبيت قاله في حياته، يقول الراوي:" فيقول "عبيد": أخبرك أني دخلت الهاوية، وكنت قلت في ايّام الحياة:

من يسأل الناس يحرموه وسائل الله لا يخيب

وسار هذا البيت في آفاق البلاد فلم يزل يُنشد ويخف عني العذاب حتى أُطلقت من القيود والأصفاد، ثمّ كُرّر إلى أن شملتني الرحمة ببركة من ذلك البيت. وإنّ ربنا الغفور الرحيم. "(الرسالة، ص: 186). ومثاله في الحالة الثانية قصّة دخول حمدونة القبيحة إلى الجنّة وتحوّلها حوريّة من حور الجنان لزهدها في الدنيا والتزامها العبادة بعد حادثة تطليقها من زوجها لرائحة كرهها من فيها (انظر الرسالة، ص ص: 286-287.)

- المعرّي، رسالة الغفران، ص ص: 203-204.

- حسين الواد، رسالة الغفران، م. م، ص: 268.

- م.ن، ص ص: 275-276.

- م.ن، ص ص: 288-289.

- م.ن، ص: 309.

- م.ن، ص ص: 309-310.

- يقول حسين الواد إثر تناوله قياس "إبليس" في الشاهد الأخير: "وإذا بالقياس يتحوّل من أداة للفهم والاستنباط إلى أداة لتعطيل الإدراك"، انظر البنية القصصيّة في رسالة الغفران"، ص: 104.

- المعري، رسالة الغفران، م.م، ص ص: 287-288.

- م.ن، ص: 288.

- محمد بن محمد الخبو، مدخل "قصّة (قصص)، ضمن عمل جماعي "معجم السرديات"، م.م، ص: 333.

- المعري، رسالة الغفران، م.م، ص:237.

- م.ن، ص: 379.

- م.ن، ص: 248. والشاهد الآيتان 4 و5 من سورة المعارج.

- م.ن، ص: 249.

- م.ن، ص: 249.

- المعري، رسالة الغفران، م.م، ص: 262.

- م.ن، ص: 250.

- م.ن، ص: 262.

- م.ن، ص ص: 168- 169.

- م.ن، ص ص: 175- 176.

- م.ن، ص: 308.

- م.ن، ص ص: 175- 176.

- م.ن، ص ص: 289- 290.

- المعري، رسالة الغفران، م.م، ص: 263.

- يقول حسين الواد: "ولمّا كان ابن القارح قد حمل معه إلى الجنان عيوبه، وكان محفوظه من شعر العرب قد اقتحم عليه الحركة والسكون وكان تصوّر الآخرة في مخيال العوام يأخذ بشيء من المحسوس تمثيلا وتقريبا من الأفهام البسيطة، قدّت جنة الشيخ الحلبي على مقدار قامته، ومقدار الدنيا التي فارقها."، البنية القصصيّة في رسالة الغفران، م.م، ص ص: 100-101.

- مثّل صالح بن رمضان الخطاب بكرة الثلج، كلما تقدّم في الزمن وتناقلته الألسن تضخّم واكتسب ملامح فريدة، وبذلك تتشكّل معالمه وتتحدّد بلاغته. انظر كتابه "المعرّي ورسالة الغفران".

- صالح بن رمضان، المعري ورسالة الغفران، م. م، ص:43.

- صالح بن رمضان، المعرّي ورسالة الغفران، م. م، ص: 43.

- جلال الربعي، "قراءات أنتروبولوجيّة، دراسة في كتابات الدكتور محمد الجويلي، دار نهى للنشر، تونس، ط1، 2008، ص: 14.

- المعرّي، رسالة الغفران، م.م، ص: 347.

- جوان هردر (Johann Herder)، فصل "فولكلور" (Folklore) ضمن Encyclopoedia Universalis ، نقلا عن جلال الربعي "قراءات أنتروبولوجيّة"، ص: 76.

- إلى نفس هذا التوجّه تقريبا يذهب باختين في تعامله مـع نصــوص رابليه، يقول :

« Les hommes du Moyen Age participaient à titre égal à deux vies :la vie officielle et celle du carnaval, à deux aspects du monde :l’un pieux et sérieux, l’autre comique. Ces deux aspects coexistaient dans leur conscience, et cela s’est reflété de manière extrêmement éclatante et palpable dans les pages des manuscrits des XIII ème et XIV ème siècle, par exemple les légendes retraçant la vie des saints. » Mikhail Bakhtine, « L’œuvre de Français Babelais et la culture populaire au Moyen Age et sous la Renaissance », éditions Gallimard, 1970.

- المعري، رسالة الغفران، م. م، ص: 249.

- م.ن، ص: 260.

- حسين الواد، البنية القصصيّة في رسالة الغفران، م.م، ص: 99. وقد عبّر الواد عن نفس هذا التوجّه في موضع آخر من كتابه، يقول: "على هذا النحو أنّس المعرّي الآخرة من غير أن يخرج عن الحدود التي يتمثّلها فيها العوام مقيسة على دنياهم، فجعل مجهولها مألوفا وجعل سلوك ابن القارح فيها يبعث على الضحك والتندّر." م.ن، ص: 101.


Renvois

  • Il n'y a présentement aucun renvoi.